الرد الطارق على المدعو طارق
كتب طارق حجي في مجموعة الأستاذ عبد العزيز قاسم 2914 مقالاً بعناون [ يا عقلاء السعودية: إتحدوا!! ] .
ولكون مقالة طارق ظلمات بعضه فوق بعض، فقد كتبت عليها رداً سميته " الطارق " وكما أنّ الطارق : وصف مشتق من الطروق، وهو المجيء ليلا .. فكذا ردي كتب بليل، وهو طارق بإذن الله لمقالة طارق .. يطرق بابها، ويبدد ظلاماتها، ويظهر عوارها، ويكشف زيفها وزيغها ..
وقد جاء هذا المقال مليء بالكذب والجهل بل والحقد الدفين على دعوة التوحيد والتي جاء بها الإمام محمد بن عبد الوهاب ؟!
والعجيب أن صاحب المقال لم يكتفي بنقد الشيخ وودعوته بل نفث حقد إلي إمام أهل السنة والجماعة الإمام المبجل وناصبر السنة يوم المحنة أحمد بن حنبل رحم الله هذين الإمامين وجميع علماء المسلمين .
لقد ظهر حقد الكاتب وجهله المركب في مقاله لكل ذي لب .. وهو وإن كان وجه مقاله وصب جام عضبه على الأتباع كما يزعم غير أن مثل هذه المراوغة لاتخفى على من يعرف المقصد من وراء مثلي هذا المقال ولهذا فقد أحسن عميد المجموعة ببيان القصد من مثل هذه المقالات ..
ومقال كهذا لايستحق الرد ولكن كونه ذكر أموراً هي من الكذب المعتمد والجهل المركب مع أنه يزعم أنه باحث ويتحرى الحق ..
ومع أني والله في شغل كل وقتي في التوعية الإسلامية في الحج والوقت كله مع ضيوف بيت الله إلا أني رأيت ان اكتب هذه الرد على عجل ..
وقد جعلت كلامه باللون الأحمر .
يقول : [ منذُ أكثر قليلاً من مئتين وخمسين سنة(بالتحديد في سنة 1744) ] :
جملة غير مفهومة وهي تدل على ركاكة المقال وبراعة الاستهلال في المقال تدل على علم صاحبه .. وضعف البداية تدل على تهافته وسقوطه وهرطقاته !!
يقول : [ كانت هذه البيعةُ هى أساس الدولة السعودية الوهابية الأولى ] .
لايوجد دولة تعرف بهذا الأسم لافي قديم التاريخ ولا حديثه .. بل هناك دولة سعودية نصرة التوحيد وهدمت الشرك وكان ولاتها ولازالوا على هذا المنهج وهذه العقيدة .. والكاتب بقوله هذا يلغي أي دور لآل سعود من الوجود ويلغي وجود دولة عرفت فيما بعد بالمملكة العربية السعودية ؟!
وأما قوله [ الوهابية ] فهذه التسمية تسمية باطلة اطلقها الأنجليز ومن شايعهم من أعداء التوحيد وقد صدق الكابت فيما ذكر من قيام عدو الله ورسوله إبراهيم باشا(إبن مُحمد علي الكبير) بالقضاءِ المبرمِ عليها بعد 75 سنة عندما قام بمهاجمة الدولة السعودية وحطمَ عاصمتها(الدرعية) وألقى القبض على أميرها (عبدُالله بن سعود ) وأرسله إلى القاهرة ومنها إلى عاصمة الدولة العثمانية حيث تم إعدامه ؟!
ولم يذكر الكاتب لماذا فعل باشا هذا ؟!
والأمر في حقيقته كما ذكر الدكتور محمد الشويعر في كتابه تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية حيث جاء فيه : " أوضحت فيه بأن خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب و أعداء دين الله الحق , من أرباب المصالح الدنيوية ممن يريدون إطفاء نور الله و التصدي لمن يريد أن يحقق التوحيد الذي أمر به الله و أرسل به رسله من أولهم إلى آخرهم : دعوة و تطبيقاً و تنقية من مداخل الشرك .
فوجدوا دعوة خارجية أباضية في شمال إفريقيا نشأت في القرن الثاني الهجري باسم الوهابية نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضي , ووجدوا فتاوى من علماء المغرب و الأندلس ممن عاصرها أو جاء بعدها فأرادوا شيئاً عاجلاً يحقق الغرض و ينهض الهمم لإسكات الدعوة الجديدة خوفاً من توسع الدائرة الإسلامية حيث قامت الدولة السعودية الأولى مناصرة للدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – فتصافحت يداً الإمامين : محمد بن سعود و محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في عام 1157 هـ على القيام بهذه الدعوة نصرة لدين الله و أداء لأمانة التبليغ .
فوفق الله و لقيت الدعوة قبولاً و تأييداً حيث امتدت إلى العام الإسلامي كله و تأثر بها العلماء من الحجاج و بدأوا في نشرها في بلادهم .... فخاف المنتفعون دنيوياً من آثارها ووجدوا الضالة في الوهابية الرستمية , المدفون خبرها في سجلات التاريخ فنبشوا في فتاوى العلماء حولها و كانت فرصة بإلباس الثوب القديم للدعوة الجديدة ووجدت الإشاعة صدى في النفوس لأن أرباب المنافع الدنيوية جهدوا في التمويه و التشويه و الناس عادة يتلقفون الكذب أكثر من اهتمامهم و تحريهم للصدق .
و لذ فإن للإشاعات دوراً كبيراً في تغيير المفاهيم ووضع تصورات تغاير الواقع ..." .
وبهذا يظهر لنا دور أعداء الملة في حرب هذه الدعوة فالإنجليز مثلاً لمسوا آثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية في أعظم مكان يعتزون باستعماره و الاستيلاء على خبراته عندما تلقفها الهنود على يد الداعية الإسلامي : أحمد بن عرفان الشهير بأحمد باريلي , و أتباعه و في حركات أخرى مثل " الفراتفيين و تيتومان " نزار ؟! و يظهر انزعاج الإنجليز و حرصهم على القضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي تمثل يقظة جديدة في الدين الإسلامي و دعوة إلى فهمه من مصادر الصافية : كتاب الله , و سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم بذلوا جهوداً و أموالاً في هذا السبيل و قد أبانت رحلة " سادلير" الضابط البريطاني و قائد الفوج 47 ومبعوث الحكومة البريطانية في الهند الذي قام برحلة شاقة من الهند إلى أن وصل الرياض ووقف على أطلال الدرعية التي هدمها إبراهيم باشا بناء على تخطيط اشترك في الإعداد له الإنجليز ليطمئن على تفتيت الحكومة الإسلامية التي تحركت في الجزيرة لإيقاظ المسلمين و القضاء على قاعدة الدعوة السلفية بنفسه لما أحدثته من خوف و قلق بداخل الحكومة الإنجليزية خوفاً على مصالحها و قد كان في رحلته هذه ضمن قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك أبانت هذه الرحلة جانباً مهماً في التعاطف و الحرص على القضاء على هذه الدعوة التي تمثل يقظة إسلامية توحد المسلمين كما أبانت عن حقد الإنجليز على الإسلام ذلك الحقد المخطط له من التبشير الكنسي الموجه بأفكار المستشرقين و دسائسهم .
قد مر بالدرعية متشفياً في 13 أغسطس من عام 1819 م , وبعد أن ارتاحت نفسه شد الرحال لاحقاً بإبراهيم باشا حتى أدركه في آبار علي , على مقربة من المدينة المنورة ليقدم له التهاني بهذا النصر مقرونة بهدايا حكومة الهند الشرقية ( الحكومة البريطانية ) هذا من جانب و من جانب آخر حتى يطمئن الحكومة البريطانية على نتائج القضاء على قادة هذه الدعوة و هدم و تدمير قاعدة الملك فيها و ذلك عام 1233 هـ لأن آثارها قد امتدت لمواطئ أقدام الإنجليز في ديار الإسلام في كل مكان .
و كان سادلير يكرر عبارات التشفي و الارتياح للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مثل قوله " مع سقوط الدرعية و خروج عبد الله عنها يبدو أن جذور الوهابيين قد انطفأت فقد عرفت من كل البدو الذين قابلتهم في نجد أنهم سنيون و أنهم يداومون على الصلاة المفروضة حتى في السفر الطويل و تحت أقسى الظروف "
قلت : فهل الكاتب يجهل هذا الدور والذي حفظه التاريخ ونقله لنا مؤرخون ليسوا بمسلمين! أم ان الكاتب يعجبه مافعله باشا والأنجليز بهذه الدعوة وعلمائه ومالحق من دمار بالدولة السعودية ؟! اخشى أنه كذلك ..
وأما التهم الذي وجهها للدعوة الأصلاحية والتي حاول التمويه من خلال ثنائه على الشيخ فإنّ ماذكره الكاتب هي بعينها تهم أعداء هذه الدعوة من قديم و من طالع كتب الشيخ محمد ورسائله وردوده يجد فيها نفي وتفنيد لما ألصق في دعوته من تهم وأكاذيب لم يقلها .. بل نفاها وكرر مراراً القول : سبحانك هذا بهتان عظيم . فكيف يصدق العاقل ما قيل من أمورٍ هو في حياته سمعها ونفاها كما نفاها تلاميذه من بعده . وهذا كتابه كتاب التوحيد ، وشرحه فتح المجيد ، وتيسير العزيز الحميد ، اقرأوها بتمعّن وتدقيق ، فإن رأيت أيها الكاتب فيها شيئاً يخالف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينه ومثل ذلك رسائله و ثلاثة الأصول وكشف الشبهات والقواعد الأربع وآداب المشي إلى الصلاة وغيرها .
وهذه الكتب هي التي تربى عليها أتباعه وهي دين هذه الدولة المباركة و التي تقول عنها أنت [ وكانت سماتُ الدولة السعودية الأولى هى محاربة ما تعتقد أنه البِدَع مثل بناء القبور والموسيقى والغناء والتشبه بغير المسلمين في أي مظهرٍ من المظاهر مع كراهية واضحة لهم والإعتقاد بنجاستهم ] .
والذي تتمنى أنت وأمثالك زوالها لا أفرح الله قلبك ولا أقر بذلك عينك .
[COLOR=#ff003d]وأما محاربة بناء القبور والموسيقى والغناء من الدين فهل أنت مما يدعو لبناء القبور ؟!
[/ثم إن من أمر بهدم القبور هو الملك عبد العزيز رحمه الله إتباعاً لأمر نبيه صلى الله عليه وسلم فكيف تطلب من أبنائه البررة ملوك هذه البلاد بمخالفة نهج والدهم الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟!!
COLOR]
ولعلمك فإن هذا الأمر قد تم بموافقة علماء مكة والحجاز ..
وقد ذكر الدكتور الشويعر : " أن الإمام عبد العزيز بن محمد أرسل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن ، إلى والي مكة آنذاك لمناظرة علماء مكة ، فكان من علماء مكة المشايخ ، يحيى بن صالح الحنفي ، وعبد الوهاب بن حسن التركي مفتي السلطان ، وعبد العزيز بن هلال ، فتفاوضوا في ثلاث مسائل ، وقت المناظرة ظهرت منها لهم الحقائق المقنعة بسلامة هذه الدعوة .
ثم قلت : إن علماء مكة ذلك الوقت ، كان عندهم شبهة كما هي لدى علماء المغرب وغيرهم حسبما يتردد من إشاعات ، وما يصلهم من أكاذيب وافتراءات ينشرها المغرضون .
بعدما دخل الإمام عبد العزيز بن سعود مكة ثانية ، جرت مناظرات ، وإجابات على تساؤلاتهم ، وكان من علماء نجد : الشيخ عبد العزيز الحصيّن ، والشيخ حمد بن ناصر بن معمر الذي عينه الإمام سعود قاضياً ومفتياً بمكة حتى توفي بمكة بعد ذلك . فحصلت القناعة من علماء مكة ، وصدرت بهذا وثيقة وقّعها الجميع بنفي الشبهات والأكاذيب حول الدعوة .
وأزيدك علماً بأن القباب المبنية على القبور في مكة ، هدمت أيام الشريف عون الرفيق ، ما عدا قبر السيدة خديجة ، في الفترة ما بين الدولة السعودية الثانية وقيام الملك عبد العزيز لإعادة الدولة السعودية في دورها الثالث ، كان ذلك الهدم بمشورة الشيخ أحمد بن عيسى ، وتأييد من الشريف وبعض علماء مكة ، مما يدل على القناعة ".
ثم لماذا أنت متناقض في قولك فمرة تدعو الدولة إلي الحرب على هذه الدعوة كما دعى غيرك .. ثم نراك أخرى تدعو ولاة أمر هذه البلاد بالسير على نهج والدهم فتقول :
[فأنا على يقين أن عدم قيام أبناء الملك العظيم عبدالعزيز آل سعود بمثل ما قام به والدهم مع إخوان نجد وفيصل الدويش منذُ ثمانين سنة سيؤدي بالمملكة السعودية لمواجهه بالغة الضراوة مع المُجتمعات المُتقدمة ] .
والحقيقة أن حقيقة أمرك أنك تريد هدم هذه الدولة وإسقاطها وهدم الدين عن طريق تليب ولي الأمر على علماء هذه البلد ومنهجها التي قامت عليه وأنى لك ذلك .
وأما هجومك على المذهب الحنبلي فهو دليل آخر على جهلك المركب وحقدك على هذا الأمام .. ووالله لا أدري مذا تنقم على هذا المذهب وأمامه وأتباعه ؟
والحقيقة أن هجومك وغيرك على مذهب الحنابلة سببه هو كون ظهور مذهب الحنابلة وانتشاره في نجد ومن ثم في المملكة العربية السعودية كان من أعظم الاسباب التي حاربت الشرك والبدع والتي تتباكى عليه وذلك لأن لزوم السنة والدليل أظهر عند الحنابلة من غيرهم وأهل البدع في غير الحنابلة أكثر منهم في الحنابلة بوجوه كثيرة لأن نصوص أحمد في تفاصيل السنة أكثر من غيره بكثير .
وهذا هو سبب هجوم أهل البدع على هذ المذهب ورميه بالتشدد مع أن مذهب الحنابلة من أسهل المذاهب في الفقه وأن المقولة الباطلة المنتشرة والتي تزعم تشدد الحنابلة هو مقولة غير صحيحة .
ومن نظر في فقه المذهب الحنبلي وجد ذلك بوضوح فمثلاً المسح على الجوارب هو من مفردات مذهب الحنابلة ؟!
قال الموفق في "المغني": وقال أبو حنيفة ومالك والأوزاعي والشافعي: لا يجوز المسح عليهما إلا أن ينعلا؛ لأنهما لا يمكن متابعة المشي فيهما، فلم يجز المسح عليهما كالرقيقتين أ. هـ. وقال الدردير في "الشرح الصغير": ومثل الخف الجورب، وهو ما كان من قطن أو كتان أو صوف جلد ظاهره أي كسي بالجلد بشرطه الآتي، فإن لم يجلد، فلا يصح المسح عليه أ.هـ.
قال الموفق في "المغني": وقال أبو حنيفة ومالك والأوزاعي والشافعي: لا يجوز المسح عليهما إلا أن ينعلا؛ لأنهما لا يمكن متابعة المشي فيهما، فلم يجز المسح عليهما كالرقيقتين أ. هـ. وقال الدردير في "الشرح الصغير": ومثل الخف الجورب، وهو ما كان من قطن أو كتان أو صوف جلد ظاهره أي كسي بالجلد بشرطه الآتي، فإن لم يجلد، فلا يصح المسح عليه أ.هـ.
وقد جمعت بحكم التخصص مسائل عدة في الفقه قول الحنابلة فيها أسهل من قول غيرهم ولولا طول المقام لذكرتها .
تقول : [ ومعروف أن تقصير الثوب عند الوهابيين من الضروريات وأن مخالفة ذلك كُفر(!!)]
وهذا من جهلك وكذبك الصريح .. يارجل اتق الله هذا أمر لايجهله الصبيان في الكتاتيب .. لقد ذكرتني بهذا بمفتي الخنفشار وما أظنك إلا من سلالته ..
وعلماء الدعوة الأصلاحية هم متبعون لأصول أهل السنة والجماعة في باب التكفير وسائر أصول الدين وفروعه ..
واتحداك أنت ومن قال بقولك أن تأتي بقول للإمام محمد وعلماء هذه البلاد في باب التكفير يخالفون فيه عقيدة الأئمة الأربعة .
دعك من الأتباع والمقلدة من أمثالك والذي أمتلت قلوبهم حقداً على هذه الدعوة .. فأنا أريد عقيد الأئمة أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد ..
تقول : [ كذلك إتسم فُقهاء الدولة السعودية الأولى بسمةٍ لم تَغِب عن الوهابيين قط وهى إعتبار المذهب الحنبلي(بما أَضافه إليه إبن تيمية وإبن قيم الجوزية) هو الفهم الوحيد الصحيح للإسلام، رغم أن فقه إبن حنبل هو أضعف مدارس الفقه السُنية الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية). ]
وهذا كذب أو جهل فلانعرف هذا عن علمائنا بل المعروف عن علماء هذه البلاد هو اتباع الدليل وتربية طلابهم على ذلك ولو كنت تطلب الحق كما تزعم لما قلت هذا فاهي كتب علماء الحنابلة في هذه البلاد وهي مطبوعة بين يديك . لو أمعنت النظر فيها لوجدت أصحابها يخالفون المذهب في كثيرٍ من مسائله ورائدهم الدليل وطلب الحق وهاهو شيخنا فقيه العصر العلامة ابن عثيمين يخالف إمام المذهب ويخالف شيخ الإسلام في كثير من المسائل بل إن من الأقوال المنتشرة اليوم وعليها العمل والفتوى في هذه البلاد هي مخالفة للمذهب ؟!!
ولولا خشية طول المقام لذكرت لك نصوص لعلماء هذه البلاد السابقين واللاحقين في ذم التقليد ووجوب اتباع الدليل .
فأي كذب تقوله أيه الرجل ؟ ولكن من عرف الثقافة التي تتحدث عنها وتنطلق منها لم يستغرب قولك وهجومك وحقدك وقد سبقك كذابون كثر .
ولهذا نجد أنك تعرض بذم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم قدس الله روحهما وأنو ضريحهما .
ختاماً لاتعدو دعوتك ومن على شاكلتك إلا أنها دعوة للحرب على التوحيد وانفصال الدولة عن هذه الدعوة المباركة بل أنت ممن يسعى لإسقاط هذه الدولة المباركة العزيزة بتوحيدها وولاة أمرها وعلمائها بسبب حقدك عليها لأنها نصرة التوحيد وهدمت الشرك والمشاهد الشركية التي تتباكى عليها ..
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وامننا وتوحيدنا وأن يجعل هذه البلاد عزيزة شامخة وأن رغمت أنوف أهل البدع .
ولكون مقالة طارق ظلمات بعضه فوق بعض، فقد كتبت عليها رداً سميته " الطارق " وكما أنّ الطارق : وصف مشتق من الطروق، وهو المجيء ليلا .. فكذا ردي كتب بليل، وهو طارق بإذن الله لمقالة طارق .. يطرق بابها، ويبدد ظلاماتها، ويظهر عوارها، ويكشف زيفها وزيغها ..
وقد جاء هذا المقال مليء بالكذب والجهل بل والحقد الدفين على دعوة التوحيد والتي جاء بها الإمام محمد بن عبد الوهاب ؟!
والعجيب أن صاحب المقال لم يكتفي بنقد الشيخ وودعوته بل نفث حقد إلي إمام أهل السنة والجماعة الإمام المبجل وناصبر السنة يوم المحنة أحمد بن حنبل رحم الله هذين الإمامين وجميع علماء المسلمين .
لقد ظهر حقد الكاتب وجهله المركب في مقاله لكل ذي لب .. وهو وإن كان وجه مقاله وصب جام عضبه على الأتباع كما يزعم غير أن مثل هذه المراوغة لاتخفى على من يعرف المقصد من وراء مثلي هذا المقال ولهذا فقد أحسن عميد المجموعة ببيان القصد من مثل هذه المقالات ..
ومقال كهذا لايستحق الرد ولكن كونه ذكر أموراً هي من الكذب المعتمد والجهل المركب مع أنه يزعم أنه باحث ويتحرى الحق ..
ومع أني والله في شغل كل وقتي في التوعية الإسلامية في الحج والوقت كله مع ضيوف بيت الله إلا أني رأيت ان اكتب هذه الرد على عجل ..
وقد جعلت كلامه باللون الأحمر .
يقول : [ منذُ أكثر قليلاً من مئتين وخمسين سنة(بالتحديد في سنة 1744) ] :
جملة غير مفهومة وهي تدل على ركاكة المقال وبراعة الاستهلال في المقال تدل على علم صاحبه .. وضعف البداية تدل على تهافته وسقوطه وهرطقاته !!
يقول : [ كانت هذه البيعةُ هى أساس الدولة السعودية الوهابية الأولى ] .
لايوجد دولة تعرف بهذا الأسم لافي قديم التاريخ ولا حديثه .. بل هناك دولة سعودية نصرة التوحيد وهدمت الشرك وكان ولاتها ولازالوا على هذا المنهج وهذه العقيدة .. والكاتب بقوله هذا يلغي أي دور لآل سعود من الوجود ويلغي وجود دولة عرفت فيما بعد بالمملكة العربية السعودية ؟!
وأما قوله [ الوهابية ] فهذه التسمية تسمية باطلة اطلقها الأنجليز ومن شايعهم من أعداء التوحيد وقد صدق الكابت فيما ذكر من قيام عدو الله ورسوله إبراهيم باشا(إبن مُحمد علي الكبير) بالقضاءِ المبرمِ عليها بعد 75 سنة عندما قام بمهاجمة الدولة السعودية وحطمَ عاصمتها(الدرعية) وألقى القبض على أميرها (عبدُالله بن سعود ) وأرسله إلى القاهرة ومنها إلى عاصمة الدولة العثمانية حيث تم إعدامه ؟!
ولم يذكر الكاتب لماذا فعل باشا هذا ؟!
والأمر في حقيقته كما ذكر الدكتور محمد الشويعر في كتابه تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية حيث جاء فيه : " أوضحت فيه بأن خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب و أعداء دين الله الحق , من أرباب المصالح الدنيوية ممن يريدون إطفاء نور الله و التصدي لمن يريد أن يحقق التوحيد الذي أمر به الله و أرسل به رسله من أولهم إلى آخرهم : دعوة و تطبيقاً و تنقية من مداخل الشرك .
فوجدوا دعوة خارجية أباضية في شمال إفريقيا نشأت في القرن الثاني الهجري باسم الوهابية نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضي , ووجدوا فتاوى من علماء المغرب و الأندلس ممن عاصرها أو جاء بعدها فأرادوا شيئاً عاجلاً يحقق الغرض و ينهض الهمم لإسكات الدعوة الجديدة خوفاً من توسع الدائرة الإسلامية حيث قامت الدولة السعودية الأولى مناصرة للدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – فتصافحت يداً الإمامين : محمد بن سعود و محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في عام 1157 هـ على القيام بهذه الدعوة نصرة لدين الله و أداء لأمانة التبليغ .
فوفق الله و لقيت الدعوة قبولاً و تأييداً حيث امتدت إلى العام الإسلامي كله و تأثر بها العلماء من الحجاج و بدأوا في نشرها في بلادهم .... فخاف المنتفعون دنيوياً من آثارها ووجدوا الضالة في الوهابية الرستمية , المدفون خبرها في سجلات التاريخ فنبشوا في فتاوى العلماء حولها و كانت فرصة بإلباس الثوب القديم للدعوة الجديدة ووجدت الإشاعة صدى في النفوس لأن أرباب المنافع الدنيوية جهدوا في التمويه و التشويه و الناس عادة يتلقفون الكذب أكثر من اهتمامهم و تحريهم للصدق .
و لذ فإن للإشاعات دوراً كبيراً في تغيير المفاهيم ووضع تصورات تغاير الواقع ..." .
وبهذا يظهر لنا دور أعداء الملة في حرب هذه الدعوة فالإنجليز مثلاً لمسوا آثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية في أعظم مكان يعتزون باستعماره و الاستيلاء على خبراته عندما تلقفها الهنود على يد الداعية الإسلامي : أحمد بن عرفان الشهير بأحمد باريلي , و أتباعه و في حركات أخرى مثل " الفراتفيين و تيتومان " نزار ؟! و يظهر انزعاج الإنجليز و حرصهم على القضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي تمثل يقظة جديدة في الدين الإسلامي و دعوة إلى فهمه من مصادر الصافية : كتاب الله , و سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم بذلوا جهوداً و أموالاً في هذا السبيل و قد أبانت رحلة " سادلير" الضابط البريطاني و قائد الفوج 47 ومبعوث الحكومة البريطانية في الهند الذي قام برحلة شاقة من الهند إلى أن وصل الرياض ووقف على أطلال الدرعية التي هدمها إبراهيم باشا بناء على تخطيط اشترك في الإعداد له الإنجليز ليطمئن على تفتيت الحكومة الإسلامية التي تحركت في الجزيرة لإيقاظ المسلمين و القضاء على قاعدة الدعوة السلفية بنفسه لما أحدثته من خوف و قلق بداخل الحكومة الإنجليزية خوفاً على مصالحها و قد كان في رحلته هذه ضمن قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك أبانت هذه الرحلة جانباً مهماً في التعاطف و الحرص على القضاء على هذه الدعوة التي تمثل يقظة إسلامية توحد المسلمين كما أبانت عن حقد الإنجليز على الإسلام ذلك الحقد المخطط له من التبشير الكنسي الموجه بأفكار المستشرقين و دسائسهم .
قد مر بالدرعية متشفياً في 13 أغسطس من عام 1819 م , وبعد أن ارتاحت نفسه شد الرحال لاحقاً بإبراهيم باشا حتى أدركه في آبار علي , على مقربة من المدينة المنورة ليقدم له التهاني بهذا النصر مقرونة بهدايا حكومة الهند الشرقية ( الحكومة البريطانية ) هذا من جانب و من جانب آخر حتى يطمئن الحكومة البريطانية على نتائج القضاء على قادة هذه الدعوة و هدم و تدمير قاعدة الملك فيها و ذلك عام 1233 هـ لأن آثارها قد امتدت لمواطئ أقدام الإنجليز في ديار الإسلام في كل مكان .
و كان سادلير يكرر عبارات التشفي و الارتياح للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مثل قوله " مع سقوط الدرعية و خروج عبد الله عنها يبدو أن جذور الوهابيين قد انطفأت فقد عرفت من كل البدو الذين قابلتهم في نجد أنهم سنيون و أنهم يداومون على الصلاة المفروضة حتى في السفر الطويل و تحت أقسى الظروف "
قلت : فهل الكاتب يجهل هذا الدور والذي حفظه التاريخ ونقله لنا مؤرخون ليسوا بمسلمين! أم ان الكاتب يعجبه مافعله باشا والأنجليز بهذه الدعوة وعلمائه ومالحق من دمار بالدولة السعودية ؟! اخشى أنه كذلك ..
وأما التهم الذي وجهها للدعوة الأصلاحية والتي حاول التمويه من خلال ثنائه على الشيخ فإنّ ماذكره الكاتب هي بعينها تهم أعداء هذه الدعوة من قديم و من طالع كتب الشيخ محمد ورسائله وردوده يجد فيها نفي وتفنيد لما ألصق في دعوته من تهم وأكاذيب لم يقلها .. بل نفاها وكرر مراراً القول : سبحانك هذا بهتان عظيم . فكيف يصدق العاقل ما قيل من أمورٍ هو في حياته سمعها ونفاها كما نفاها تلاميذه من بعده . وهذا كتابه كتاب التوحيد ، وشرحه فتح المجيد ، وتيسير العزيز الحميد ، اقرأوها بتمعّن وتدقيق ، فإن رأيت أيها الكاتب فيها شيئاً يخالف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينه ومثل ذلك رسائله و ثلاثة الأصول وكشف الشبهات والقواعد الأربع وآداب المشي إلى الصلاة وغيرها .
وهذه الكتب هي التي تربى عليها أتباعه وهي دين هذه الدولة المباركة و التي تقول عنها أنت [ وكانت سماتُ الدولة السعودية الأولى هى محاربة ما تعتقد أنه البِدَع مثل بناء القبور والموسيقى والغناء والتشبه بغير المسلمين في أي مظهرٍ من المظاهر مع كراهية واضحة لهم والإعتقاد بنجاستهم ] .
والذي تتمنى أنت وأمثالك زوالها لا أفرح الله قلبك ولا أقر بذلك عينك .
[COLOR=#ff003d]وأما محاربة بناء القبور والموسيقى والغناء من الدين فهل أنت مما يدعو لبناء القبور ؟!
[/ثم إن من أمر بهدم القبور هو الملك عبد العزيز رحمه الله إتباعاً لأمر نبيه صلى الله عليه وسلم فكيف تطلب من أبنائه البررة ملوك هذه البلاد بمخالفة نهج والدهم الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟!!
COLOR]
ولعلمك فإن هذا الأمر قد تم بموافقة علماء مكة والحجاز ..
وقد ذكر الدكتور الشويعر : " أن الإمام عبد العزيز بن محمد أرسل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن ، إلى والي مكة آنذاك لمناظرة علماء مكة ، فكان من علماء مكة المشايخ ، يحيى بن صالح الحنفي ، وعبد الوهاب بن حسن التركي مفتي السلطان ، وعبد العزيز بن هلال ، فتفاوضوا في ثلاث مسائل ، وقت المناظرة ظهرت منها لهم الحقائق المقنعة بسلامة هذه الدعوة .
ثم قلت : إن علماء مكة ذلك الوقت ، كان عندهم شبهة كما هي لدى علماء المغرب وغيرهم حسبما يتردد من إشاعات ، وما يصلهم من أكاذيب وافتراءات ينشرها المغرضون .
بعدما دخل الإمام عبد العزيز بن سعود مكة ثانية ، جرت مناظرات ، وإجابات على تساؤلاتهم ، وكان من علماء نجد : الشيخ عبد العزيز الحصيّن ، والشيخ حمد بن ناصر بن معمر الذي عينه الإمام سعود قاضياً ومفتياً بمكة حتى توفي بمكة بعد ذلك . فحصلت القناعة من علماء مكة ، وصدرت بهذا وثيقة وقّعها الجميع بنفي الشبهات والأكاذيب حول الدعوة .
وأزيدك علماً بأن القباب المبنية على القبور في مكة ، هدمت أيام الشريف عون الرفيق ، ما عدا قبر السيدة خديجة ، في الفترة ما بين الدولة السعودية الثانية وقيام الملك عبد العزيز لإعادة الدولة السعودية في دورها الثالث ، كان ذلك الهدم بمشورة الشيخ أحمد بن عيسى ، وتأييد من الشريف وبعض علماء مكة ، مما يدل على القناعة ".
ثم لماذا أنت متناقض في قولك فمرة تدعو الدولة إلي الحرب على هذه الدعوة كما دعى غيرك .. ثم نراك أخرى تدعو ولاة أمر هذه البلاد بالسير على نهج والدهم فتقول :
[فأنا على يقين أن عدم قيام أبناء الملك العظيم عبدالعزيز آل سعود بمثل ما قام به والدهم مع إخوان نجد وفيصل الدويش منذُ ثمانين سنة سيؤدي بالمملكة السعودية لمواجهه بالغة الضراوة مع المُجتمعات المُتقدمة ] .
والحقيقة أن حقيقة أمرك أنك تريد هدم هذه الدولة وإسقاطها وهدم الدين عن طريق تليب ولي الأمر على علماء هذه البلد ومنهجها التي قامت عليه وأنى لك ذلك .
وأما هجومك على المذهب الحنبلي فهو دليل آخر على جهلك المركب وحقدك على هذا الأمام .. ووالله لا أدري مذا تنقم على هذا المذهب وأمامه وأتباعه ؟
والحقيقة أن هجومك وغيرك على مذهب الحنابلة سببه هو كون ظهور مذهب الحنابلة وانتشاره في نجد ومن ثم في المملكة العربية السعودية كان من أعظم الاسباب التي حاربت الشرك والبدع والتي تتباكى عليه وذلك لأن لزوم السنة والدليل أظهر عند الحنابلة من غيرهم وأهل البدع في غير الحنابلة أكثر منهم في الحنابلة بوجوه كثيرة لأن نصوص أحمد في تفاصيل السنة أكثر من غيره بكثير .
وهذا هو سبب هجوم أهل البدع على هذ المذهب ورميه بالتشدد مع أن مذهب الحنابلة من أسهل المذاهب في الفقه وأن المقولة الباطلة المنتشرة والتي تزعم تشدد الحنابلة هو مقولة غير صحيحة .
ومن نظر في فقه المذهب الحنبلي وجد ذلك بوضوح فمثلاً المسح على الجوارب هو من مفردات مذهب الحنابلة ؟!
قال الموفق في "المغني": وقال أبو حنيفة ومالك والأوزاعي والشافعي: لا يجوز المسح عليهما إلا أن ينعلا؛ لأنهما لا يمكن متابعة المشي فيهما، فلم يجز المسح عليهما كالرقيقتين أ. هـ. وقال الدردير في "الشرح الصغير": ومثل الخف الجورب، وهو ما كان من قطن أو كتان أو صوف جلد ظاهره أي كسي بالجلد بشرطه الآتي، فإن لم يجلد، فلا يصح المسح عليه أ.هـ.
قال الموفق في "المغني": وقال أبو حنيفة ومالك والأوزاعي والشافعي: لا يجوز المسح عليهما إلا أن ينعلا؛ لأنهما لا يمكن متابعة المشي فيهما، فلم يجز المسح عليهما كالرقيقتين أ. هـ. وقال الدردير في "الشرح الصغير": ومثل الخف الجورب، وهو ما كان من قطن أو كتان أو صوف جلد ظاهره أي كسي بالجلد بشرطه الآتي، فإن لم يجلد، فلا يصح المسح عليه أ.هـ.
وقد جمعت بحكم التخصص مسائل عدة في الفقه قول الحنابلة فيها أسهل من قول غيرهم ولولا طول المقام لذكرتها .
تقول : [ ومعروف أن تقصير الثوب عند الوهابيين من الضروريات وأن مخالفة ذلك كُفر(!!)]
وهذا من جهلك وكذبك الصريح .. يارجل اتق الله هذا أمر لايجهله الصبيان في الكتاتيب .. لقد ذكرتني بهذا بمفتي الخنفشار وما أظنك إلا من سلالته ..
وعلماء الدعوة الأصلاحية هم متبعون لأصول أهل السنة والجماعة في باب التكفير وسائر أصول الدين وفروعه ..
واتحداك أنت ومن قال بقولك أن تأتي بقول للإمام محمد وعلماء هذه البلاد في باب التكفير يخالفون فيه عقيدة الأئمة الأربعة .
دعك من الأتباع والمقلدة من أمثالك والذي أمتلت قلوبهم حقداً على هذه الدعوة .. فأنا أريد عقيد الأئمة أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد ..
تقول : [ كذلك إتسم فُقهاء الدولة السعودية الأولى بسمةٍ لم تَغِب عن الوهابيين قط وهى إعتبار المذهب الحنبلي(بما أَضافه إليه إبن تيمية وإبن قيم الجوزية) هو الفهم الوحيد الصحيح للإسلام، رغم أن فقه إبن حنبل هو أضعف مدارس الفقه السُنية الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية). ]
وهذا كذب أو جهل فلانعرف هذا عن علمائنا بل المعروف عن علماء هذه البلاد هو اتباع الدليل وتربية طلابهم على ذلك ولو كنت تطلب الحق كما تزعم لما قلت هذا فاهي كتب علماء الحنابلة في هذه البلاد وهي مطبوعة بين يديك . لو أمعنت النظر فيها لوجدت أصحابها يخالفون المذهب في كثيرٍ من مسائله ورائدهم الدليل وطلب الحق وهاهو شيخنا فقيه العصر العلامة ابن عثيمين يخالف إمام المذهب ويخالف شيخ الإسلام في كثير من المسائل بل إن من الأقوال المنتشرة اليوم وعليها العمل والفتوى في هذه البلاد هي مخالفة للمذهب ؟!!
ولولا خشية طول المقام لذكرت لك نصوص لعلماء هذه البلاد السابقين واللاحقين في ذم التقليد ووجوب اتباع الدليل .
فأي كذب تقوله أيه الرجل ؟ ولكن من عرف الثقافة التي تتحدث عنها وتنطلق منها لم يستغرب قولك وهجومك وحقدك وقد سبقك كذابون كثر .
ولهذا نجد أنك تعرض بذم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم قدس الله روحهما وأنو ضريحهما .
ختاماً لاتعدو دعوتك ومن على شاكلتك إلا أنها دعوة للحرب على التوحيد وانفصال الدولة عن هذه الدعوة المباركة بل أنت ممن يسعى لإسقاط هذه الدولة المباركة العزيزة بتوحيدها وولاة أمرها وعلمائها بسبب حقدك عليها لأنها نصرة التوحيد وهدمت الشرك والمشاهد الشركية التي تتباكى عليها ..
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وامننا وتوحيدنا وأن يجعل هذه البلاد عزيزة شامخة وأن رغمت أنوف أهل البدع .