خطبة عيد الفطر 1444
الخطبة الأولى:
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَر،ُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَر،ُاللهُ أَكْبَرُ.
الْحَمْدُ للهِ اللَّطِيفِ الْمَنَّان، الْغَنِيِّ ذِي السِّلْطَان، الْحَلِيمِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَن، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، جَلَّ عَنِ النُّظَرَاءِ وَالأَمْثَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ إِمَامَنَا وَقُدْوَتَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَرْسَلَهُ اللهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، فَصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَي يَوْمِ الدِّين.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر المؤمنين والمؤمنات: اتقوا الله تعالى حق التقوى، واشكروا ربكم على التمام والبلوغ في القيام والصيام، واسألوا ربكم القبول، وتعوذوا بالله من الخيبة والحرمان، واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد فإنه اليوم الذي توج الله به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام، عيد تمتلئ القلوب فيه فرحة وسروراً، وتزدان الأرض به بهجة وحبوراً.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يومكم هذا -معاشر المسلمين- يوم عظيم وعيد كريم، أحل الله لكم فطره، وحرم عليكم صيامه، يوم كله بر وإحسان، وفيه يحمد المسلمون ربهم على نعمة الإسلام، ويكبرونه جل وعلا على ما أولاهم من الفضل والإنعام، وهو يوم الجوائز، يوم يرجع فيه أقوام من المصلى وقد خرجوا من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، نسأل الله أن يجعل الجميع منهم.
فيا فوز العاملين! ويا فرحة الصائمين بهذا اليوم العظيم! ويا خيبة المفرطين المحرومين!
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلَقَنَا لِحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ بَيَّنَهَا لَنَا فَقَالَ: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)[الذاريات:56]، فَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ هُوَ التَّوْحِيدُ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ هُوَ الشِّرْكُ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)[النساء: 36].
فَالعِبَادَةُ حَقٌّ لله الرَّبِّ الْعَظِيمِ الذي لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلْيَا، فهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لَهَا دُونَ مَنْ سِوَاهُ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[مريم: 93-95].
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
أُمَّةَ الإِسْلامِ: إِنَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّنَا مُحَمِّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ وَاجِبٌ شَرْعِيٌ حَتْمًا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ مَحَبَّةِ اللهِ، وَالْفَلاحِ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31].
وَأَمَّا الْبِدْعَةُ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ وَسَبَبٌ لِلْعَذَابِ وَطَرِيقٌ لِتَفْرِيقِ الأُمَّةِ، قَالَ اللهِ -تَعَالَى- (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء: 115].
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
معاشر المؤمنين أوصيكم ونفسي بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي قالها وهو يجود بنفسه ويعالج سكرات الموت، «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»، فالصلاة عمود الدين، وثاني أركانه، وآخر ما يبقى منه، وناهية عن الفحشاء والمنكر، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وحذار حذار من تركها والتهاون بها فهي الفيصل بين الرجل والكفر، ومن ذا الذي تهون عليه نفسه ويرضي أن تلقى في سقر ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ قُوَّةَ النَّاسِ وَأَمْنَهُمْ هُوَ بِسَبَبِ قُوَّةِ دَوْلَتِهِمْ وَقُوَّةِ حُكَّامِهِمْ، وَإِنَّ ضَعْفَ الدَّوْلَةِ خَرَابٌ لِدِينِ النَّاسِ وَدُنْيَاهُمْ، وَإِنَّنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ فِي خَيْرٍ عَظِيمٍ يَحْسِدُنَا عَلَيْهِ الْعَدُوُّ وَيَغْبِطُنَا عَلَيْهِ الصَّدِيقُ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ يَتَمَنَّى أَنْ يَعِيشَ فِي بِلادِنَا، فَعَلَيْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللهَ وَنَشْكُرَهُ وَنُقِيِّدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالطَّاعَةِ وَالصِّدْقِ فِي الْعبَادَةِ، ثُمَّ نَشْكُرَ وُلاةَ أَمْرِنَا عَلَى مَا جَعَلَ اللهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ هَذَا الرَّخَاءِ، فَمَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
العيد تعبير صادق عن انتماء الأمة لدينها، قال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوما عيدا وهذا عيدنا»، فهو دين الفطرة يفرح العبد في العيد بما أباح الله، ويستمتع بالطيبات مع اجتناب منكرات الأخلاق، وإنما تتبين أخلاق الأمم في أعيادها.
العيد فرحٌ وشكرٌ بما أتم الله على ما أتم به على عباده من النعمة وبما وفق للطاعة، فأعياد أمة الإسلام جاءت بعد طاعة وعبادة؛ فالفطر بعد الصوم والأضحى بعد الحج، فما أجمل اقتران السرور بالشكر، قال صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
الخطبة الثانية:
اللهُ أَكْبَرُ...... 7 مَرَّات.
الحمدُ لله أحاط بكل شيءٍ علماً، وجعل لكل شيءٍ قدراً، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابِه ومن اهتدى بهديهِ إلى يوم الدِّينِ.
يا نساء المسلمين: اتقين الله في أنفسكن، وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله، وتصدقن، وأكثرن الاستغفار، واتّقين النار، وقُمْنَ بحق الأزواج، وتربية الأولاد، واحذرن التبرج والسفور وما يُغرِي مرضى القلوب، فقد صانكن الله بالحجاب، وغيركُنَّ عرضة للذئاب، فما ضُرِبَ الحجاب ولا فُرض الجلباب إلاّ حمايةً للأعراض وطهارة للقلوب.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، كبيراً.
عباد الله: اجتمع اليوم عيدان جمعةٌ وعيد ولله الحمد والمنة، روى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجَمِّعون»، فمن صلى العيد، أجزأته عن الجمعة ذلك اليوم، ويصليها ظهرا في بيته، والإمام يقيم الجمعة بمن حضر لصلاتها ممن صلى العيد وممن لم يصل العيد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، كبيراً.
اللهم أعد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا ممن طال عمرُه وحَسُن عمله، واجعل عيدنا سعيداً، وعملنا صالحًا رشيدًا.
اللهمَّ آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأمن حدونا وأنصر جنودنا المرابطين.
اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى.
اللهم صل على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان وسلم تسليما مزيدا.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَر،ُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَر،ُاللهُ أَكْبَرُ.
الْحَمْدُ للهِ اللَّطِيفِ الْمَنَّان، الْغَنِيِّ ذِي السِّلْطَان، الْحَلِيمِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَن، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، جَلَّ عَنِ النُّظَرَاءِ وَالأَمْثَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ إِمَامَنَا وَقُدْوَتَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَرْسَلَهُ اللهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، فَصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَي يَوْمِ الدِّين.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر المؤمنين والمؤمنات: اتقوا الله تعالى حق التقوى، واشكروا ربكم على التمام والبلوغ في القيام والصيام، واسألوا ربكم القبول، وتعوذوا بالله من الخيبة والحرمان، واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد فإنه اليوم الذي توج الله به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام، عيد تمتلئ القلوب فيه فرحة وسروراً، وتزدان الأرض به بهجة وحبوراً.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يومكم هذا -معاشر المسلمين- يوم عظيم وعيد كريم، أحل الله لكم فطره، وحرم عليكم صيامه، يوم كله بر وإحسان، وفيه يحمد المسلمون ربهم على نعمة الإسلام، ويكبرونه جل وعلا على ما أولاهم من الفضل والإنعام، وهو يوم الجوائز، يوم يرجع فيه أقوام من المصلى وقد خرجوا من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، نسأل الله أن يجعل الجميع منهم.
فيا فوز العاملين! ويا فرحة الصائمين بهذا اليوم العظيم! ويا خيبة المفرطين المحرومين!
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلَقَنَا لِحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ بَيَّنَهَا لَنَا فَقَالَ: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)[الذاريات:56]، فَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ هُوَ التَّوْحِيدُ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ هُوَ الشِّرْكُ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)[النساء: 36].
فَالعِبَادَةُ حَقٌّ لله الرَّبِّ الْعَظِيمِ الذي لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلْيَا، فهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لَهَا دُونَ مَنْ سِوَاهُ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[مريم: 93-95].
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
أُمَّةَ الإِسْلامِ: إِنَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّنَا مُحَمِّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ وَاجِبٌ شَرْعِيٌ حَتْمًا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ مَحَبَّةِ اللهِ، وَالْفَلاحِ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31].
وَأَمَّا الْبِدْعَةُ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ وَسَبَبٌ لِلْعَذَابِ وَطَرِيقٌ لِتَفْرِيقِ الأُمَّةِ، قَالَ اللهِ -تَعَالَى- (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء: 115].
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
معاشر المؤمنين أوصيكم ونفسي بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي قالها وهو يجود بنفسه ويعالج سكرات الموت، «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»، فالصلاة عمود الدين، وثاني أركانه، وآخر ما يبقى منه، وناهية عن الفحشاء والمنكر، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وحذار حذار من تركها والتهاون بها فهي الفيصل بين الرجل والكفر، ومن ذا الذي تهون عليه نفسه ويرضي أن تلقى في سقر ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ قُوَّةَ النَّاسِ وَأَمْنَهُمْ هُوَ بِسَبَبِ قُوَّةِ دَوْلَتِهِمْ وَقُوَّةِ حُكَّامِهِمْ، وَإِنَّ ضَعْفَ الدَّوْلَةِ خَرَابٌ لِدِينِ النَّاسِ وَدُنْيَاهُمْ، وَإِنَّنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ فِي خَيْرٍ عَظِيمٍ يَحْسِدُنَا عَلَيْهِ الْعَدُوُّ وَيَغْبِطُنَا عَلَيْهِ الصَّدِيقُ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ يَتَمَنَّى أَنْ يَعِيشَ فِي بِلادِنَا، فَعَلَيْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللهَ وَنَشْكُرَهُ وَنُقِيِّدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِالطَّاعَةِ وَالصِّدْقِ فِي الْعبَادَةِ، ثُمَّ نَشْكُرَ وُلاةَ أَمْرِنَا عَلَى مَا جَعَلَ اللهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ هَذَا الرَّخَاءِ، فَمَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد
العيد تعبير صادق عن انتماء الأمة لدينها، قال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوما عيدا وهذا عيدنا»، فهو دين الفطرة يفرح العبد في العيد بما أباح الله، ويستمتع بالطيبات مع اجتناب منكرات الأخلاق، وإنما تتبين أخلاق الأمم في أعيادها.
العيد فرحٌ وشكرٌ بما أتم الله على ما أتم به على عباده من النعمة وبما وفق للطاعة، فأعياد أمة الإسلام جاءت بعد طاعة وعبادة؛ فالفطر بعد الصوم والأضحى بعد الحج، فما أجمل اقتران السرور بالشكر، قال صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
الخطبة الثانية:
اللهُ أَكْبَرُ...... 7 مَرَّات.
الحمدُ لله أحاط بكل شيءٍ علماً، وجعل لكل شيءٍ قدراً، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابِه ومن اهتدى بهديهِ إلى يوم الدِّينِ.
يا نساء المسلمين: اتقين الله في أنفسكن، وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله، وتصدقن، وأكثرن الاستغفار، واتّقين النار، وقُمْنَ بحق الأزواج، وتربية الأولاد، واحذرن التبرج والسفور وما يُغرِي مرضى القلوب، فقد صانكن الله بالحجاب، وغيركُنَّ عرضة للذئاب، فما ضُرِبَ الحجاب ولا فُرض الجلباب إلاّ حمايةً للأعراض وطهارة للقلوب.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، كبيراً.
عباد الله: اجتمع اليوم عيدان جمعةٌ وعيد ولله الحمد والمنة، روى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجَمِّعون»، فمن صلى العيد، أجزأته عن الجمعة ذلك اليوم، ويصليها ظهرا في بيته، والإمام يقيم الجمعة بمن حضر لصلاتها ممن صلى العيد وممن لم يصل العيد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، كبيراً.
اللهم أعد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا ممن طال عمرُه وحَسُن عمله، واجعل عيدنا سعيداً، وعملنا صالحًا رشيدًا.
اللهمَّ آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأمن حدونا وأنصر جنودنا المرابطين.
اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى.
اللهم صل على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان وسلم تسليما مزيدا.