• !
admin

الفائدة في تدوين الفقهاء للأقوال القديمة عن أئمتهم

فائدة:

فإن قيل: إذا كان القول القديم المرجوع عنه لا يعد من الشريعة بعد الرجوع عنه، فما الفائدة في تدوين الفقهاء للأقوال القديمة عن أئمتهم؟ حتى ربما نقل عن أحدهم في المسألة الواحدة القولان والثلاثة كثيرا والأربعة؛ كما في بينة الداخل والخارج عن أحمد، والستة؛ كما في مسألة متروك التسمية عنه، ونقل عنه أكثر من ذلك.
قيل: قد كان القياس أن لا تدون تلك الأقوال، وهو أقرب إلى ضبط الشرع، إذ ما لا عمل عليه لا حاجة إليه، فتدوينه تعب محض، لكنها دونت لفائدة أخرى، وهي التنبيه على مدارك الأحكام واختلاف القرائح والآراء، وأن تلك الأقوال قد أدى إليها اجتهاد المجتهدين في وقت من الأوقات، وذلك مؤثر في تقريب الترقي إلى رتبة الاجتهاد المطلق أو المقيد، فإن المتأخر إذا نظر إلى مآخذ المتقدمين نظر فيها، وقابل بينها، فاستخرج منها فوائد، وربما ظهر له من مجموعها ترجيح بعضها، وذلك من المطالب المهمة.

شرح مختصر الروضة للطوفي (٦٢٦/٣)
بواسطة : admin
 0  0  29