طبعة العمرية لمنتهى الإردات
لقد أتحفتنا دار ركائز ودار العمرية بتحقيقين متميزين لشيخين فاضلين متمكنين من العلم والتحقيق فجزاهما الله جميعاً عنّا وعن الحنابلة والفقهاء خير الجزاء.
وقد حاولت جاهداً أن أتفرغ لقراءة مقدمة التحقيق للشيخين الفاضلين، وقد استمتعت واستفدت منهما جزاهما الله خير الجزاء.
وقد جاءت مقدمة الشيخ باحبيل مقدمة باذخة، إليك اختصار لما جاء فيها:
ومن أجمل ماجاء في مقدمة الشيخ باحبيل المبحث التاسع، وهو بيان موقف أئمة الدعوة من المنتهى، وقد أجاب إجابة محرّرة عن الكلمة المشهورة المنقولة عن الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى-.
وقرر أن هذه الكلمة ليست دعوة لعدم التمذهب كما قد فهم ذلك كثير من الناس !!
وهذه الكلمة حاول بعض الباحثين الإجابة عنها لكنها أجابات ضعيفة، وكلام المحقق هنا هو من أجود وأحسن الإجابات التي وقفت عليها، وهناك مشروع رسائل علمية (دكتوراه) هو في الأصل يناقش مثل هذه التقريرات (مخالفات المتأخرين لنصوص الإمام أحمد)، وإن كان عمل من اطلعت عليه في تلك الرسائل في هذا الجانب لم يتعرض للإجابة عن هذه العبارة مع نصهم عليها في مقدمة الأطروحات العلمية التي تقدموا بها !!
وعلى كل حال: فهذه العبارة تحتاج لمزيد تحرير وجواب أكثر وضوحاً ودراسة لها سنداً ومتناً وبياناً ..
رحم الله الإمام محمد وأئمة الدعوة وجزاهما عنا وعن الحنابلة والمسلمين خير الجزاء.
وقد أطلت في هذه الملاحظة لأهميتها ولإطالة المحقق فيها حيث جاء كلامه عليها في (14) صفحة.
- جاء في مقدمة باحبيل ترجمة حافلة لصاحب المنتهى ولوالده ابن النجار.
- تميز تحقيق باحبيل بالمقارنة بين الأعمال التي كتبها الأصحاب على المقنع والتنقيح، وهي ثلاثة:
1️⃣ المنهج الصحيح في الجمع بين مافي المقنع والتنقيح لشهاب الدين العسكري الصالحي. (لم يكتمل)
2️⃣ التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح لتلميذ العسكري شهاب الدين الشويكي الصالحي.
3️⃣ منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات للشيخ تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي.
- ذكر من قرأ المنتهى من علماء الحنابلة من القرن العاشر (قرن المصنف) حتى القرن الخامس عشر الهجري.
- ظهر في المقدمة أن المحقق ملم بالمنتهى ومتصوّر لمسائله وطريقته ومنهجه في الكتاب.
- قارن الشيخ باحبيل في مقدمته بين المنتهى والتنقيح.
- وقارن بين المنتهى والأعمال التي سبقته على المقنع والتنقيح.
- ذكر المحقق بعض مخالفات صاحب المنتهى للمذهب*.
- ذكر المحقق طريقة المصنف في بعض المسائل التي تحتاج إلى نظر خاص.
- ذكر المحقق اصطلاحات المنتهى، وهي:
✔️ في وجه.
✔️ قيل وقيل.
✔️ قولاً واحداً.
✔️ على رواية.
✔️ احتمالان.
✔️ يتوجه.
✔️ المذهب.
- ذكر المحقق الانتقادات، والاستدراكات، والتنبيهات التي ذكرها الأصحاب على المنتهى.
- ذكر مبحثاً متميزاً في بيان العلاقة بين المنتهى والاقناع ذكر فيه:
* تحقيق ما اشتهر عند الحنابلة بأن المنتهى هو أصل الاقناع !
* بين أن اطلاع ابن النجار على الإقناع، واطلاع الحجاوي على المنتهى أمر ثابت قطعاً.
* ذكر عدد المسائل التي اختلف فيها الإقناع والمنتهى.
* الإقناع أبسط في العبارة وأوضح في الدلالة.
* المنتهى أخصر وأتبع للتنقيح من الإقناع.
* ذكر مبحثاً مهماً في موقف علماء نجد ...
- وعلى جودة هذه المقدمة الرائعة، وجودة هذا العمل إلا وإنه وبالمقارنة بتحقيق الدكتور عبدالله كامل طبعة ركائز نجد أن المحقق في طبعة العمري (وقد قارنت بينهما في بعض المواضع) قد فاته :
✔️ عدم تخريج بعض الأحاديث في طبعة العمرية بخلاف طبعة ركائز.
✔️ ذكر بعض حواشي النسخ المهمة وهي في طبعة ركائز أكثر وأشمل من طبعة العمري مع رجوع الجميع للنسخ ذاتها !
✔️ فات كلا المحققين نسخ كثيرة للمنتهى وهذا مما يضعف العمل نوعاً ما.
- عقد الفاضل باحبيل فصلاً في نقد الطبعات السابقة وبين فيه الداعي لإعادة تحقيق الكتاب، وتحدث -وفقه الله- عن الطبعات السابقة:
- كطبعة عبدالغني عبدالخالق (قلت: وهي الطبعة القديمة بتحقيق الشيخ عبدالغني عبدالخالق في مجلدين, وصورتها دار النوادر).
وطبعة التركي.
وطبعة الحثلان.
وطبعة كامل.
وبين السقط والخلل الواقع في هذه الطبعات، والحقيقة أن الخلل في طبعة التركي والحثلان ظاهر جداً .
وأما محقق طبعة ركائز فلم يتكلم عن الطبعات السابقة أبداً !!
وأما طبعة ركائز فقد تميزت هذه الطبعة أيضاً بــ:
◀️ التفقير والتقسيمات للنص وهذا مع جودته إلا إن هذا ضخّم حجم الكتاب وربما شتت القارئ !
◀️ وضع المحقق فهرساً للموضوعات، والقواعد والضوابط الفقهية التي ذكرها المصنف.
◀️ وضع فهرساً للمسائل التي اختلف فيها قول صاحب المنتهى (تصلح أن تكون عملاً أكاديمياً)
- وعلى كل حال: كلا الطبعتين متميزتان وفي نظري لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الأخرى، خاصة وثمنها لا يتعدى كوب قهوة في مقهى فاخر !!
✍ وكتبه/
الأستاذ الدكتور عبدالله بن راضي المعيدي
حائل 1447/4/25
وقد حاولت جاهداً أن أتفرغ لقراءة مقدمة التحقيق للشيخين الفاضلين، وقد استمتعت واستفدت منهما جزاهما الله خير الجزاء.
وقد جاءت مقدمة الشيخ باحبيل مقدمة باذخة، إليك اختصار لما جاء فيها:
ومن أجمل ماجاء في مقدمة الشيخ باحبيل المبحث التاسع، وهو بيان موقف أئمة الدعوة من المنتهى، وقد أجاب إجابة محرّرة عن الكلمة المشهورة المنقولة عن الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى-.
وقرر أن هذه الكلمة ليست دعوة لعدم التمذهب كما قد فهم ذلك كثير من الناس !!
وهذه الكلمة حاول بعض الباحثين الإجابة عنها لكنها أجابات ضعيفة، وكلام المحقق هنا هو من أجود وأحسن الإجابات التي وقفت عليها، وهناك مشروع رسائل علمية (دكتوراه) هو في الأصل يناقش مثل هذه التقريرات (مخالفات المتأخرين لنصوص الإمام أحمد)، وإن كان عمل من اطلعت عليه في تلك الرسائل في هذا الجانب لم يتعرض للإجابة عن هذه العبارة مع نصهم عليها في مقدمة الأطروحات العلمية التي تقدموا بها !!
وعلى كل حال: فهذه العبارة تحتاج لمزيد تحرير وجواب أكثر وضوحاً ودراسة لها سنداً ومتناً وبياناً ..
رحم الله الإمام محمد وأئمة الدعوة وجزاهما عنا وعن الحنابلة والمسلمين خير الجزاء.
وقد أطلت في هذه الملاحظة لأهميتها ولإطالة المحقق فيها حيث جاء كلامه عليها في (14) صفحة.
- جاء في مقدمة باحبيل ترجمة حافلة لصاحب المنتهى ولوالده ابن النجار.
- تميز تحقيق باحبيل بالمقارنة بين الأعمال التي كتبها الأصحاب على المقنع والتنقيح، وهي ثلاثة:
1️⃣ المنهج الصحيح في الجمع بين مافي المقنع والتنقيح لشهاب الدين العسكري الصالحي. (لم يكتمل)
2️⃣ التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح لتلميذ العسكري شهاب الدين الشويكي الصالحي.
3️⃣ منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات للشيخ تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي.
- ذكر من قرأ المنتهى من علماء الحنابلة من القرن العاشر (قرن المصنف) حتى القرن الخامس عشر الهجري.
- ظهر في المقدمة أن المحقق ملم بالمنتهى ومتصوّر لمسائله وطريقته ومنهجه في الكتاب.
- قارن الشيخ باحبيل في مقدمته بين المنتهى والتنقيح.
- وقارن بين المنتهى والأعمال التي سبقته على المقنع والتنقيح.
- ذكر المحقق بعض مخالفات صاحب المنتهى للمذهب*.
- ذكر المحقق طريقة المصنف في بعض المسائل التي تحتاج إلى نظر خاص.
- ذكر المحقق اصطلاحات المنتهى، وهي:
✔️ في وجه.
✔️ قيل وقيل.
✔️ قولاً واحداً.
✔️ على رواية.
✔️ احتمالان.
✔️ يتوجه.
✔️ المذهب.
- ذكر المحقق الانتقادات، والاستدراكات، والتنبيهات التي ذكرها الأصحاب على المنتهى.
- ذكر مبحثاً متميزاً في بيان العلاقة بين المنتهى والاقناع ذكر فيه:
* تحقيق ما اشتهر عند الحنابلة بأن المنتهى هو أصل الاقناع !
* بين أن اطلاع ابن النجار على الإقناع، واطلاع الحجاوي على المنتهى أمر ثابت قطعاً.
* ذكر عدد المسائل التي اختلف فيها الإقناع والمنتهى.
* الإقناع أبسط في العبارة وأوضح في الدلالة.
* المنتهى أخصر وأتبع للتنقيح من الإقناع.
* ذكر مبحثاً مهماً في موقف علماء نجد ...
- وعلى جودة هذه المقدمة الرائعة، وجودة هذا العمل إلا وإنه وبالمقارنة بتحقيق الدكتور عبدالله كامل طبعة ركائز نجد أن المحقق في طبعة العمري (وقد قارنت بينهما في بعض المواضع) قد فاته :
✔️ عدم تخريج بعض الأحاديث في طبعة العمرية بخلاف طبعة ركائز.
✔️ ذكر بعض حواشي النسخ المهمة وهي في طبعة ركائز أكثر وأشمل من طبعة العمري مع رجوع الجميع للنسخ ذاتها !
✔️ فات كلا المحققين نسخ كثيرة للمنتهى وهذا مما يضعف العمل نوعاً ما.
- عقد الفاضل باحبيل فصلاً في نقد الطبعات السابقة وبين فيه الداعي لإعادة تحقيق الكتاب، وتحدث -وفقه الله- عن الطبعات السابقة:
- كطبعة عبدالغني عبدالخالق (قلت: وهي الطبعة القديمة بتحقيق الشيخ عبدالغني عبدالخالق في مجلدين, وصورتها دار النوادر).
وطبعة التركي.
وطبعة الحثلان.
وطبعة كامل.
وبين السقط والخلل الواقع في هذه الطبعات، والحقيقة أن الخلل في طبعة التركي والحثلان ظاهر جداً .
وأما محقق طبعة ركائز فلم يتكلم عن الطبعات السابقة أبداً !!
وأما طبعة ركائز فقد تميزت هذه الطبعة أيضاً بــ:
◀️ التفقير والتقسيمات للنص وهذا مع جودته إلا إن هذا ضخّم حجم الكتاب وربما شتت القارئ !
◀️ وضع المحقق فهرساً للموضوعات، والقواعد والضوابط الفقهية التي ذكرها المصنف.
◀️ وضع فهرساً للمسائل التي اختلف فيها قول صاحب المنتهى (تصلح أن تكون عملاً أكاديمياً)
- وعلى كل حال: كلا الطبعتين متميزتان وفي نظري لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الأخرى، خاصة وثمنها لا يتعدى كوب قهوة في مقهى فاخر !!
✍ وكتبه/
الأستاذ الدكتور عبدالله بن راضي المعيدي
حائل 1447/4/25